بطانة الرحم الهاجرة (انتباذ بطانة الرحم)

مرض بطانة الرحم الهاجرة (Endometrioas) من الأمراض المزمنة والشائعة والغير معروفة السبب تحديداً.

يصيب المرض الجهاز التناسلي الأنثوي، حيث تنمو خلايا أنسجة بطانة الرحم في أماكن وأعضاء أخرى لا يفترض نموها فيها كقناتي فالوب والمبيضين أو أبعد من ذلك كالمثانة والأمعاء وحتى التجويف الصدري والجلد.


  • أسباب المرض:
    إن أسباب انتباذ بطانة الرحم غير معروفة على وجه التحديد، ولكن هنالك بعض الفرضيات المقترحة كأسباب لهذا المرض.

    من هذه الفرضيات وجود خلل مناعي طارىء، وجود خلل هرموني، خروج دم الحيض باتجاه عكسي من خلال قناتي فالوب إلى تجويف الحوض.

    إحدى أهم النظريات تعزو هذا المرض إلى عوامل وراثية متعددة حيث تزداد نسب الإصابة في العائلات التي لديها فتايات مصابات.
  • انتشار المرض:
    هذا المرض يصيب السيدات في جميع الأعمار ضمن مرحلة الخصوبة أي ما بين البلوغ وحتى سن اليأس. يصيب المرض من 15-20 بالمائة من السيدات عموماً، وحوالي 50-60% من السيدات اللاتي يعانين من آلام الحوض المزمنة.
  • أعراض المرض:
    قد لا يظهر على المصابة بهذا المرض أية أعراض تذكر، وأما أهم الأعراض فهي آلام الدورة الشهرية وآلام الحوض، والآلام أثناء الجماع.

    إن وجود البطانة الهاجرة خارج الجهاز التناسلي قد يؤدي إلى آلام مصاحبة للتبول والتبرز، كما قد يؤدي إلى ظهور دم في البول والبراز وغيرها.

    قد يؤدي انتشار البطانة المهاجرة في الحوض وتكوينها لأكياس على المبيض والتصاقات حول أنسجة وأعضاء الحوض إلى تأخر الحمل والإنجاب وهذا من أهم أعراض المرض التي تدفع المرأة إلى مراجعة الطبيب للبحث عن تشخيص وعلاج.

    إن مرض البطانة الهاجرة يعد من أسباب تأخر الحمل والإنجاب المعروفة، ويتضح ذلك من ارتفاع نسبة الإصابة به لدى السيدات اللواتي يعانين من تأخر الحمل، كما تتأثر فرص نجاح برامج الإخصاب بوجود المرض لدى السيدة.

    هنالك تقسيمات مختلفة للتعبير عن مدى شدة المرض، وهنالك تناسب بين شدة المرض وتأخر الحمل والإنجاب.
    إن التأخر في اكتشاف المرض يؤدي إلى تأخر علاجه وتطور المرض إلى مراحل أكثر شدة.
  • كيفية التشخيص:
    إن أهم الفرص لتشخيص المرض تكمن في وعي وتنبه مقدم الخدمة الصحية الأولية (طبيب الطوارىء/الطبيب العام) إلى أعراض المرض وطرق تشخيصه، حيث أن العديد من الفتايات يتكرر لجوؤها إلى قسم الطوارىء مثلاً شاكية من آلام الحوض الحادة، آلام الدورة الشهرية الشديدة والتي تؤدي إلى تعطيلها عن العمل والدراسة ووتقعدها عن أي نشاط.

    إن الأداة الرئيسية لتشخيص هذا المرض هي المنظار البطني (Laparoscopy)، وبغيرها يبقى التشخيص مجرد افتراض قابل للخطأ والصواب.

    هنالك بعض الفحوصات التي قد تساعد على التشخيص مثل فحص معامل الأورام (CA-125) في الدم، وتصوير الحوض بالأمواج الصوتية.
  • العلاج:
    إن طرق العلاج متعددة، وهي معتمدة بالدرجة الأولى على أعراض المرض ومدى شدته.

    قد لا تعطى المصابة أي علاج في الحالات التي توجد فيها شكوى وتم تشخيصها بمحض الصدفة، والمرض في درجاته البسيطة.

    المرضى الذين يعانون آلاماً حادة سواء خلال الدورة الشهرية أو خارجها يحتاجون علاجات مسكنة.

    علاجات المرضى دوائية وجراحية والخيار بينهما مردود إلى ظروف الحالة المرضية. أهم العلاجات الدوائية تشمل المسكنات، موانع الحمل المركبة، حبوب هرمون البروجستيرون، وحقن GnRH analogue.

    العلاج الجراحي يجرى عادة م خلال المنظار البطني وينصح بتجنب تكرار الجراحات على المبيضين حتى لا يقلل ذلك من القدرة الإنجابية للسيدة.

    وسائل المساعدة على الإنجاب ومنها أطفال الأنابيب تعتبر خطوة علاجية مهمة في حالات البطانة الهاجرة المرتبطة بالعقم وتأخر الإنجاب.
د.عمر أحمد العمري
استشاري العقم وأطفال الأنابيب
عضو الكلية الملكية البريطانية

اتصل

للترابط


جميع الحقوق محفوظة. عيادة حياة للخصوبة عام 2019
طور بواسطة مجموعة إيماجن